ما سرّ إبتسامة شاكيرا؟

   

شاكيرا، المغنية ابنة الستة وثلاثين عاماً والأم لطفل واحد، تملك تاريخاً مؤثراً وتعد بمستقبل أكثر تأثيراً. أصدرت أسطوانات عدة باسمها، وهي سفيرة Crest 3D White، وعضو في لجنة تحكيم The Voice، وامرأة مذهلة. شاكيرا تتحدى نفسها أكثر فأكثر عام 2014.

عندما جلسنا لإجراء مقابلة مع شاكيرا، لم نكن نعلم كم هي متواضعة وصريحة. من الأزياء، إلى تفاصيل مهنتها ثم التفاصيل الشخصية، إلى الأمومة، رغبت شاكيرا في أن تكون صريحة معنا وأجابت عن كل الأسئلة التي وجهناها إليها، لا بل إنها تقبلت الأسئلة بكل لباقة وأخذت وقتها في الإجابة عن كل سؤال مطروح.

السؤال الأول الذي خطر في بالنا هو الاستفسار من شاكيرا عن ألبومها الجديد المفترض إطلاقه في وقت لاحق من العام 2014. تلا ذلك تفاصيل عن حياتها الشخصية ومهنتها. جلسنا مع المغنية لمعرفة كل شيء.

- هل تحضرين لأي عمل موسيقي ترغبين في إطلاعنا عليه؟
نعم، أنا أحضر لألبومي الجديد الذي يصدر خلال الفصل الأول من هذه السنة، ولذلك أشعر بحماسة كبيرة.

- هل من شيء جديد أو غير اعتيادي فيه؟
كل شيء! كل شيء فيه جديد ومختلف. أنا سعيدة لأنه يتبع أسلوب الموسيقى الذي اعتمدته نوعاً ما في بداية مهنتي الموسيقية. هناك بعض أجواء الروك إند رول. فيه القليل من الصخب الإضافي. فيه أيضاً ألحان راقصة. لكن لا أعرف... إنه مختلف.

- يحب الأولاد أغانيك الراقصة. ... أثناء التحضير للأغاني، هل تجدين صعوبة حقيقية في التأليف والتحضير والتوليف؟
يكون الأمر أسهل إذا كان لديك ولد. صدقيني أن إنجاب طفل أسهل بكثير من إعداد ألبوم. أقصد أن طفلي ميلان تكوّن خلال ثانية واحدة واحتاج إلى أقل من تسعة أشهر للخروج من رحمي، فيما احتاج هذا الألبوم إلى ثلاثة أعوام تقريباً من التحضيرات ولم أنته منه بعد.

- لكنك تنجزين الكثير من الأمور في الوقت نفسه. أقصد، أنت أم، وسفيرة Crest 3D White، وهذا أمر مذهل. أخبرينا أكثر عن هذه الشراكة. كيف حصلت ولماذا ناسبتك تماماً، إذ يبدو جلياً أنها تناسبك تماماً.
أنا فعلاً متحمسة لهذه الشراكة لأني أظن أن الحملة كلّها فريدة: الترويج لابتسامة. هذا رائع بكل بساطة. إنه يتطابق تماماً مع فلسفتي في الحياة. فأنا عاشقة للابتسامة. أنا معتادة على الابتسامة، ولطالما فعلت ذلك طوال حياتي، وأحياناً بطريقة مزعجة. خذي مثلاً تجربتي مع المصورين. أكون في جلسة تصوير، وأتبع وضعيات التصوير والابتسام، فيقول لي المصورون: «هلا توقفت عن الابتسام لثانية؟» فأجيب: «عذراً، لكني لا أستطيع كبح نفسي». إنهم يريدون الصورة الجذابة ويريدون الوضعيات التي يكون فيها الفم بارزاً- أي على طريقة أنجلينا جولي- لكني أعود دوماً إلى ابتسامتي. هذا جزء مني. لذا، أنا متحمسة لكوني مشاركة في حملة إعلانية تحفز الابتسامة. هذا أمر رائع.

أعتقد أنه من الرائع الكشف عن الابتسامة بطريقة أنيقة. فهذا أفضل أكسسوار يمكن لأي كان اقتناؤه: الابتسامة الجميلة. ما من ماكياج أجمل من الابتسامة. في بعض الأحيان، نعمد نحن النساء إلى التمويه بالكثير من الأمور. ننهمك في الفستان الذي سنرتديه، أو الماكياج الذي سنضعه، لكن أهم شيء هو الشعور بالثقة والكشف عن تلك الثقة لأنه ما من شيء أكثر جاذبية من ذلك، أي الثقة في النفس. وعندما تكون الابتسامة صريحة وغير متكلّفة، فإنك تظهرين للعالم نوعاً ما أنك لا تخفين  شيئاً وأنك صريحة وصادقة، وأعتقد أن هذا جذاب وجميل، ويحب الناس ذلك. كما يجعلك تشعرين بالأمان. إلا أنه تمرّ بعض الأوقات التي أبتسم فيها وأنا أمشي في الطريق وأقول لنفسي «لا بد أن الناس يظنون أني مجنونة». لا بد أن تملكي سبباً للابتسام. لا توزعي الابتسامات بطريقة مفرطة.

- حدثينا عن فلسفتك في الحياة.
أنا فتاة بسيطة. أحب ارتداء سروال الجينز القديم خاصتي.

- بما أني معجبة بك، لاحظت أنك ترتدين الكثير من السراويل. هل تحبين السراويل والشورتات أكثر من الفساتين؟
نعم، أكثر من الفساتين. لكني وجدت أن هذه المناسبة اليوم تستحق شيئاً آخر. لذا، جربت فستاناً. نظر إليّ ابني وأحنى رأسه كما لو أنه يقول «ماذا ترتدين اليوم؟»

- أنا قريبة جداً منك الآن، وأنظر إليك وأرى أنك تملكين جمالاً لافتاً. هل من سرّ جمالي ترغبين في قوله لنا، إضافة طبعاً إلى العامل الوراثي؟
اكتشفت أن الفيتامين C يصنع المعجزات. لذا، أضع الفيتامين C كل صباح قبل بسط الماكياج. وحتى  لو لم أكن أريد وضع الماكياج، أبسط الفيتامين C. لكني أبقي الماكياج بسيطاً. هذا مهم جداً. إبقاء الماكياج نظيفاً وبسيطاً.

- هل من نصيحة جمالية مهمة تعلّمتها على مرّ الأيام؟
وضع الحجاب الشمسي! هذه أفضل نصيحة. نعم! لا أشوي بشرتي تحت الشمس. لا مجال لفعل ذلك. أعتقد أن الشمس مؤذية جداً. صحيح أنها تعطيك مظهراً جميلاً وتجعلك تبدين كأنك في إجازة على الدوام، لكن في نهاية الأمر يدوم الاسمرار الجميل أسبوعاً واحداً فقط. وتضطرين بعدها إلى العيش مع الضرر الذي ألحقته الشمس في بشرتك. لذا، لا أتعرض كثيراً للشمس، وإنما فقط لمقدار محدود. القليل فقط من أشعة الشمس.

- أريد التحدث عن أمر مذهل بدأته وهو تأسيس جمعية Barefoot Foundation. حدثينا عن هذه الجمعية.
تم تأسيس جمعية Barefoot Foundation عندما كان عمري 18 عاماً، وكنت أركز فقط على التعليم- ترويج التعليم. أما الآن فتوسعت الاهتمامات وباتت تشمل مبادرات تطوير الطفولة المبكرة، وإنشاء المدارس، وتوفير التعليم لكل الأولاد الذين يعيشون في ظروف الفقر المدقع في بلدي كولومبيا. بدأنا أولاً في بلدي وها نحن ننتقل إلى مناطق أخرى مثل هايتي حيث انتهينا من تأسيس مدرسة للأولاد، ونملك أيضاً مشروعاً في جنوب أفريقيا. أسسنا وافتتحنا مركزين للطفولة المبكرة في مكسيكو، وبعض المراكز الأخرى في الأرجنتين، وثلاثة عشر مركزاً جديداً في كولومبيا. كانت مغامرة مذهلة. من الرائع فعلاً العمل في مجال التعليم واستثمار الوقت والمال والجهد في التعليم. فكل قرش تستثمرينه في التعليم يتحول إلى نتائج ملموسة على الفور أو بعد سنوات معدودة. لكن منذ البداية، يمكنك ملاحظة تبدل فوري، ليس فقط عند الأولاد الذين تلقوا التعليم وإنما أيضاً عند مجتمعات عائلاتهم. نحن ندعم 30000 شخص ينتمون إلى المجموعات حيث أسسنا مدارس جديدة. في الوقت الحاضر، نشيّد مدرستنا السادسة في كولومبيا لإيواء 1800 ولد، وهذا مشروع مذهل. نحن سعداء جداً لأن المشروع شارف على الانتهاء. سيتم التشديد أكثر على الرياضة. في الواقع، تعاونّا مع فريق برشلونة في بعض النشاطات الرياضية التي نوفرها لتلك المراكز وتلك المدارس التني أصبحت مثل مركز اجتماعي للعائلات.

- عندما كان عمرك 18 عاماً، لم تكوني أماً. وها أنت الآن أم حديثة. هل تبدّلت الأمور بعد أن أصبحت أماً؟ هل ازدادت أهمية التربية والمؤسسة التي أنشأتها لأنك أصبحت الآن أكثر انخراطاً في موضوع الأولاد؟
لطالما كان التزامي بالتعليم كبيراً منذ لحظة إنشاء المؤسسة. لكن بعد أن أصبحت الآن أماً، أصبحت أعيش التجربة في حقيقتها. أرى الآن مدى أهمية تحفيز الأولاد منذ البداية لأن أدمغتهم تنمو بسرعة مذهلة، وينشئون كل أنواع الروابط الجديدة بين الخلايا العصبية، فيما تنمو خلايا الدماغ بسرعة كبيرة. لذا، من المهم عدم تفويت أية ثانية من ذلك النمو ومنح الأولاد كل الأدوات التي يحتاجون إليها لكي يصبحوا موهوبين وبارعين في حياتهم. من المهم أن تعرف الأم كل ما بوسعها فعله لأولادها، مثل القراءة لهم، واللعب معهم، علماً أن هذا سيعطي نتائج كبيرة في المستقبل القريب. يملك الأولاد فقط أول 5/6 سنوات من حياتهم. هذه نافذة صغيرة جداً لهم لتحقيق النمو الصحيح لكل المهارات الإدراكية، ومهارات الحوافز، والمهارات الاجتماعية. تتكون كل تلك المهارات في السنوات الخمس أو الست الأولى من حياتهم. بعد ذلك، تنغلق تلك النافذة وينطلق الأولاد في الحياة مع ما تعلموه في تلك المرحلة. من المهم إذاً أن يدرك المجتمع المدني عموماً أهمية ذلك. لهذا السبب، أسعى جاهدة لتحقيق ذلك. أحاول الترويج لأهمية التعليم، وأحاول أيضاً الجلوس مع الأشخاص وزعماء الحكومات والأعمال والتحدث عن هذا الموضوع، وعن مدى أهمية قيام رجال السياسة بإدخال تلك المبادرات ضمن جداول أعمالهم السياسية، واستثمار رجال الأعمال في المبادرات التي تروّج التعليم، ولاسيما استراتيجيات تطوير الطفولة المبكرة.

- ما هي الصفات التي يفترض بالفتاة امتلاكها لتحقق أحلامها مثلما فعلت أنت؟
تحتاج الفتاة قبل كل شيء إلى العزم والثقة النابعة من معرفتها بأنها ستحقق شيئاً تحبه. لكن من المهم أيضاً وجود أناس طيبين حولك.

- هل مرّ وقت شعرت فيه أنك لن تنجحي؟ وفي هذه الحالة، كيف تخطيت ذلك؟
طبعاً، خلال مسار مهنتي الممتد على 20 عاماً، لم تكن الأمور دوماً مثلما أردتها. لكن أهم شيء هو عدم الاستسلام.

- تبدين شغوفة جداً بالكثير من الجوانب المتنوعة في حياتك. السؤال الكبير هو كيف توفقين بين كل ذلك؟ كيف تحققين كل ذلك، وبنجاح؟ من مهنتك الموسيقية إلى كونك أماً وزوجة... من الصعب التوفيق بين كل ذلك. فكيف تنجحين؟ ما هو السرّ؟
لا أعرف كيف أنجح دوماً في الصمود. فأمور الأطفال تتبدل لكني أملك فريقاً رائعاً. هناك أشخاص يفهمونني، ويفهمون قضيتي والتزاماتي ويدعمونها ويجعلون حياتي أفضل. من المهم جداً أن يكون الإنسان محاطاً بأشخاص جيدين. لا بد أيضاً أن يكون الشخص صاحب عزيمة وشغف في ما يفعله، ويتعلّم كيفية التوفيق بين مختلف العناصر ومختلف المعطيات. إلا أن الأمر ليس سهلاًَ طبعاً. في بعض الأحيان، أشعر أن لديّ الكثير من الواجبات، لكني أحاول تبسيط حياتي قدر الإمكان. بدأت الآن أعتمد أكثر فأكثر على الآخرين. قد يظن الكثير من الأشخاص أني بارعة في السيطرة، والحقيقة أني كنت هكذا. أما الآن فلا. لا مجال أبداً لذلك.

- كيف تعلمت هذا؟ كيف تعلمت التخلي عن الأمور وتفويضها إلى أناس آخرين فيما كنت بارعة في السيطرة؟
حسناً، تعرفين أنك لا تملكين أي خيار. إما تفعلين ذلك أو تحاولين عبثاً السيطرة على العالم حولك- وهذا مستحيل. مثلما قلت قبلاً، أنا فعلاً محظوظة لأني محاطة بأشخاص يعرفونني جيداً ويعرفون ذوقي ويعرفون ما أحبه. وبات الآن بوسعي القول: «هل يمكنكم إلقاء نظرة على هذا؟» أو «هل يمكنكم فعل ذلك لي؟»، وهم يهتمون بجوانب معينة في حياتي. لكني مسؤولة شخصياً عن موسيقاي لأني أنتج وأؤلف أغانيّ. كما أهتم عن كثب بكل الجوانب الإبداعية المرتبطة بالأفلام، وأشارك أحياناً في إخراج الأفلام. أنجز أيضاً ماكياجي بنفسي، وفي حال عدم توافر مزين للشعر، أصفف شعري بنفسي.

- هذا أحد الأشياء المذهلة لدى شاكيرا، وهذا أمر يعرفه الجميع في العالم، بأنك تنجزين ماكياجك بنفسك وأحب ذلك لديك. يجعلك ذلك فتاة متواضعة بالنسبة إليّ لأني أظن أن العديد من المشاهير ضاعوا في موجة الشهرة، وهذه واحدة من مزايا الشهرة، أي إمكانية التعامل مع أي من الفنانين الرائعين، لكني أحب فكرة إنجازك الأمر بنفسك. لماذا؟
لأني جيدة، وغير مكلفة، وسريعة!

- أحب ذلك! هل من نصيحة جمالية سريعة غير الحاجب الشمسي؟ أعرف أنك تستعدين الآن للسجادة الحمراء، فما هي النصيحة الجمالية؟
أعاني في بعض الأحيان من جفاف البشرة نتيجة السفر وقلة الماء. لذا، أستعمل كبسولات الفيتامين E، تلك المتوافرة في الصيدليات. ضعي القليل من الفيتامين E على البشرة وتصبح بشرتك جاهزة. ولا تكثري من الماكياج. في بعض الأحيان، أنظر إلى صوري قبل عشرة أعوام فأجد أني أبدو أكبر سناً في تلك الصور لأني كنت أضع الكثير من الماكياج لأني كنت خبيرة ماكياج حينها.

- حدثينا عن The Voice! أنت عضو محبوب جداً في لجنة تحكيم The Voice. كل الذين لا يحبونك وقعوا في غرامك، وكل الذين يحبونك فرحوا كثيراً لرؤيتك. هل تحبين العمل في The Voice؟
أوه نعم.

- تقول الشائعات إنك عائدة؟
نعم صحيح. بدأت أصلاً بتصوير أولى الحلقات.

- هل هذا أمر تحبينه؟ تقديم النصائح؟
نعم. هذا ممتع فعلاً. من الممتع صرف الأضواء عنك لبرهة وكل الانتباه الذي تحصلين عليه عادة كمغنية. نقل ذلك الانتباه وجعله في خدمة إنسان آخر.

- هل يكون المشتركون متوترين فعلاً؟ هل تعرفين ما إذا كانوا خائفين جداً لأنك موجودة هناك؟
نعم صحيح. لكنهم يكونون أحياناً في غاية الشجاعة. أولاد هذه الأيام في غاية الشجاعة وليسوا ضعفاء مثلما كنت أنا عندما كنت في سنّهم. أعتقد أن العولمة الجديدة في العالم ساعدت كثيراً في حصول ذلك. أصبح الناس واثقين أكثر من أنفسهم. يؤمنون بآرائهم بما يستطيعون تقديمه. وأعتقد أن هذا رائع. للأمر علاقة أيضاً بديمقراطية المعلومات. فنحن جميعاً نستطيع النفاذ إلى الكثير من المعلومات التي كانت محظورة على الأجيال السابقة. ويبدّل ذلك سلوكك في الحياة.

- عندما كنت موهبة صاعدة في صناعة الموسيقى، هل كنت تعلمين أنك موهوبة، وهل كنت تعتقدين أنك ستحققين ما حققته؟
كنت أملك الحدس. كنت أشعر أني موهوبة، لكن أمي وأبي أكّدا لي الأمر. والواقع أني فكرت في ذلك في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت أماً وأطرح غالباً على نفسي تلك الأسئلة- كيف سأكتشف المواهب الموجودة لدى طفلي؟ كيف سأشجعه لتحقيق أحلامه؟ إنه لغز وتحدٍ لكل الأهل. وأعتقد أنه لولا أمي، لما استطعت أبداً تحقيق حلمي. فهي من جعلتني أدرك أني موهوبة، ودعمتني، وآمنت بي، وساعدتني على تعزيز ثقتي في نفسي، التي تعتبر أصلاً أداة أساسية للصمود في أية مهنة. لذا، من المهم أن يتواصل الأهل مع أولادهم، لناحية ما يريدون فعله في الحياة ودعمهم في أي شيء يرغبون في تحقيقه.

- هل حاول أحد يوماً التشكيك في قدراتك؟
نعم. الكثير من الأشخاص.

- وكيف تخطيت تلك اللحظات؟
واجهت الكثير من العقبات في حياتي كفنانة، وقد آمن بي عدد قليل فقط من الأشخاص مثلما فعل أهلي. لكن ثقتي بنفسي كانت كافية لأن الطفل يؤمن بأن أهله على صواب. ينظر الطفل إلى أهله ولا يشكك أبداً في رأي أهله أو قولهم، ولهذا السبب من المهم التعامل مع أولادنا بطريقة إيجابية لأن الفكرة التي يكوّنونها عن أنفسهم تستند إلى رأي أهلهم فيهم. أعتقد أن رأي أهلي بي ساعدني كثيراً في تعزيز تلك الثقة في النفس الموجودة لديّ، وساعدني في تجاوز عقبات الحياة، أو عقبات هذه المهنة على الأقل.

لذا، عندما تلتقين مواهب جديدة، وتكونين أنت من يقدم النصائح لهم، لا بد أن تكون لديك ثقة بأنهم يملكون الموهبة الضرورية لبلوغ النجاح. كيف تقدمين المشورة لهم؟ ماذا تقولين لهم لجعلهم واثقين من أنفسهم، لعدم سلبهم ذلك الإحساس، وإنما أيضاً لتوجيههم في الاتجاه الصحيح؟ أقصد لا يمكنك القول «أنت فاشل».

عند التحدث إليهم وفهم مخاوفهم، ومعرفة الصورة التي يملكونها عن أنفسهم، ومحاولة إظهار نقاط القوة لديهم. وإذا كانت لديهم نقاط ضعف، يجب عدم محاولة التركيز على تلك النقاط. أعتقد أن هذا هو سر النجاح في عالم التسلية والفن. تعرفين نقاط القوة لديك وتعززينها. تعرفين نقاط الضعف لديك وتحاولين عدم التركيز عليها كثيراً كي لا يركز الجمهور عليها أيضاً.

- أنجبت طفلاً للتو؟ كيف نجحت في استرداد قوامك الرشيق بهذه السرعة؟
ما ساعدني فعلاً هو أني تابعت ممارسة التمارين الرياضية طوال فترة حملي. مارست التمارين القلبية وتمارين الزومبا لغاية الشهر التاسع وانتبهت كثيراً إلى أكلي. وبعد الولادة، خصصت بعض الوقت للإرضاع ثم باشرت العودة ببطء إلى برنامج التمارين الرياضية. لا أفكر الآن كثيراً في الموضوع، لكني أحاول البقاء نشطة وأمارس التمارين التي أحبها.

- ما هو تعريفك لكلمة جذابة؟ ومتى تشعرين أنك جذابة جداً؟
لا شك في أن الجاذبية تعني بالنسبة إليّ الثقة بالنفس. فكل الماكياج والمجوهرات والملابس في العالم لا يمكن مقارنتها مع ذلك النور الذي تملكه كل امرأة داخلها.

- هل تبدلت أهدافك بعد أن أصبحت أماً؟
الأمومة تبدل كل شيء. تعطيك منظوراً مختلفاً تماماً. فكل شيء أفعله الآن هو لابني، لأني أريده أن يكون فخوراً بأهله، تماماً مثلما يريد الأهل أن يكونوا فخورين بأولادهم. نحن جميعاً ثمرة بيئتنا، وأريد منح طفلي البيئة الأكثر ايجابية والأكثر تحفيزاً، حيث يكون محاطاً بالحب والأحباب على الدوام.

- هل تفكرين مع ابنك بحيث تلاحظين فوراً الأشياء التي تهمه؟ مثل الفن أو الموسيقى. هل تستطيعين الإحساس بذلك؟
طبعاً! يحب الرسم مثلاً، ويحب الرسم الهندسي ويحب الكتب. أقرأ له كتاباً صغيراً ثلاث أو أربع مرات متتالية. صحيح أن عمره الآن تسعة أشهر فقط، لكني أقرأ له منذ أن ولد وألاحظ أنه يجد رابطاً قوياً جداً مع الكتب. يحب أيضاً مشاهدة مباريات والده. يعرف ما هي كرة القدم. عندما أقول «كرة قدم»، يذهب وينظر إلى التلفزيون. أصطحبه إلى الملعب ويشاهد المباريات من الأعلى، من بدايتها وحتى نهايتها، بتركيز كبير مذهل. لكن الخبر السيئ هو أنه يحب الرقص أيضاً. يرقص عند سماع أي شيء. حتى عندما أغني له، يبدأ بالتحرك. لاحظته المرة الماضية وهو يحرّك وركيه قليلاً. لذا، أنا قلقة بعض الشيء.

- هل تنوين إنجاب المزيد من الأطفال، أو تكتفين بطفل واحد؟
نرغب حتماً في إنجاب المزيد. لكن السؤال يبقى متى.

- عندما ترغبين في التحدث إلى شخص ما، بمن تثقين على الدوام؟
زوجي وعائلتي. من المهم أن يكونوا دوماً قربي. فهم يحافظون على استقراري ويساعدونني في رؤية الأمور وفق المنظور الصحيح.

- هل صحيح ما يقال «تعرف عندما تعرف». كما حين يلتقي المرء بشخص ما ويقع في غرامه، فيعرف ذلك.
أظن ذلك. حسناً، يجدر بك توجيه السؤال إلى جيرار. فعندما التقى بي، قال لفابريغاس: «سأتزوج بها. إنها امرأتي». لقد عرف. يقول إنه حين يعرف، يعرف. وقد عرف حينها، وأنا أعرف أنه الشخص المناسب لي.

- سافرت كثيراً حول العالم بحكم عملك كمغنية. هل من مكان لم تغني فيه، لكنك ترغبين في ذلك؟
لم أذهب أبداً إلى أندونيسيا وأحب الغناء هناك. إلا أني غنيت في الأهرام في مصر، وكان ذلك مذهلاً. كان من أجمل وأروع الأمكنة التي غنيت فيها. لكني لم أذهب أبداً إلى أندونيسيا. سيكون ذلك ممتعاً.

- هل تصابين بالتوتر على المسرح وتنظرين حولك و...
ليس توتراً. إنه الكثير من الأدرينالين. كنت أشعر بالتوتر، خصوصاً في البث التلفزيوني المباشر لأن أي خطب يمكن أن يحدث ولا مجال أبداً للعودة إلى الخلف. ولن تكون هناك أية أغانٍ كافية للتعويض عن الخطأ الذي ارتكبته. لذا، أشعر بالتوتر من البث الحي.

- عندما تحتاجين إلى إجازة، ماذا تفعلين؟
عندما أملك يوم إجازة، أجد راحة كبيرة في البقاء في المنزل مع عائلتي وأنا أرتدي البيجاما، وأشاهد فيلماً تلفزيونياً، من دون الإجابة على الهاتف أو قراءة البريد الالكتروني.

- تواجه الفتيات الشابات هذه الأيام الكثير من الضغط لتحقيق أهداف جمالية غير واقعية. كيف تحددين الجمال؟ وما هي النصيحة التي تقدمينها للفتيات الشابات اللواتي يتصارعن مع الثقة في النفس؟
هذا سؤال رائع! تخيلي أننا نحن الفنانون نشعر أحياناً بهذا النوع من الضغط بحيث نكافح حقيقة أننا لسنا مثاليين، ونشعر أن هناك الكثير من التوقعات لنكون مثاليين، لكن ثمة استحالة في تحقيق تلك المعايير الجمالية. أحب عملي، لكنه يكشف أحياناً عن بعض السلبيات مثل عدم التمكن مثلاً من الخروج إلى الشارع مثلما استيقظت من النوم. في الواقع، يمكنك فعل ذلك، لكنك لن تحبي حتماً الصور التي ستنشر في اليوم التالي خصوصاً مع مصوري الصحافة الصفراء وكل ذلك. لكني أعتقد أننا ننهمك غالباً في العثور على الأكسسوارات الصحيحة والفساتين الصحيحة، وأحدث ابتكارات الماكياج. صحيح أن ذلك ينفع لكن ما هو ضروري فعلاً للكشف عن الجمال الداخلي هو العمل على تعزيز الثقة في النفس والثقة في أنفسنا. و أعتقد أنه ما من شيء أكثر جاذبية من حب الذات وعدم المحاولة بإفراط. فعندما يكون الإنسان على طبيعته ويكشف عن احترامه لذاته، يميل الناس إلى فعل الشيء نفسه معه. لذا، أقول إن كل تلك الأكسسوارات والمنتجات رائعة لتحسين مظهرنا، لكن الأهم هو إيماننا في جمالنا الداخلي وعكسه إلى الخارج. ففي نهاية المطاف، يستطيع المحيطون بنا أن يشعروا إذا واجهنا يوماً سيئاً أو يوماً جيداً. حتى عضلات الوجه تسترخي عندما يكون المرء في مزاج جيد. لكن إذا كنت متوترة، يمكنك وضع كل الماكياج في العالم لكنك لن تكوني في أبهى حلة. من المهم إذاً أن يكون المرء في سلام مع نفسه ويبحث عن ذلك السلام الداخلي، وهذا هو مرادف الجمال برأيي.

- كيف تبدل دور النساء في العلاقة العاطفية؟
حسناً، أعتقد أن نساء اليوم يتحملن المزيد من المسؤولية، ويبدو أن الرجال يحبون ذلك مثلما أظن. أنا شخصياً قديمة الطراز في بعض النواحي، وأحب أن أنتظر ليقوم الرجل بالخطوة الأولى والثانية والثالثة. أما أنا فأقوم بالخطوة الرابعة.

- متى اكتشفت قوة ابتسامتك؟
تعلمت خلال مسار مهنتي أن الابتسامة تستطيع توحيد الأشخاص وفتح الأبواب. والأفضل من ذلك أن الابتسامة معدية. كلما أعطيت، كلما حصلت.

- تملكين حضوراً قوياً وابتسامة نابضة، وأريد أن أعرف ما الذي يجعلك فعلاً تبتسمين.
الكثير من الأمور! حسناً، رؤية ابني يبتسم هو بمثابة حافز فوري. وكذلك رؤية ابتسامة جيرار. عندما يفوز فريق برشلونة. وكذلك حين أتواجد على المسرح وأؤدي أمام جمهور كبير أراه يتفاعل مع أغنياتي. هذا شعور مذهل يجعلني أبتسم لوقت طويل. كما أن الأخبار الجيدة عموماً تجعلني أبتسم.

- كنت أتساءل ما الذي يجعلك تشعرين بأنك فائقة الجمال، ولماذا؟ وهل أن الأشياء التي تجعلك جميلة تبدلت مع الوقت؟
نعم، أظن أنه قبل بضعة أعوام كنت أعتقد أن وضع الكثير من الماكياج يجعلني أكثر جمالاً. لكن عندما أنظر الآن إلى تلك الصور، أقول لنفسي «ما الذي كنت أفعله؟» ولا شك في أن الأمر نفسه حصل معنا في الموضة، مع كل واحدة منا. عندما تنظرين إلى صور قديمة لك وتقولين لنفسك: «لماذا قررت ارتداء تلك الملابس ذلك النهار؟» أصبحت الآن أكثر حذراً لناحية القرارات التي أتخذها عندما أرتدي شيئاًَ ما.

متى أشعر أني جميلة؟ ليس كل يوم طبعاً. لكن عندما يكون نهاري جيداً، عندما أشعر بانسجام مع العالم وعندما يكون العالم لطيفاً معي ذلك اليوم. أشعر حينها بالسعادة حتى لو لم أنم كثيراً، أشعر أني جميلة. لكن إذا حصلت على 8 ساعات من الراحة، أشعر بجمال أكبر. أعتقد أنها مسألة عقلية- الجمال لكل واحد منا. أعتقد أن كل شخص في العالم يبدو أكثر لطافة وأكثر جمالاً عندما يبتسم وعندما يكون سعيداً.

 

    يتضح جلياً أن نجاح شاكيرا هو نتيجة ثقتها بنفسها، وهذا أمر تؤمن شاكيرا بأن كل امرأة تملكه داخلها. السرّ هو العثور عليه وفهم كيفية استعماله. مع الاستعداد لإطلاق ألبوم جديد والتفكير في إنجاب المزيد من الأولاد، يبدو أن عام 2014 مزدحم بالإنجازات في حياة شاكيرا. لكن بعد مقابلتنا لها، بتنا واثقين من أنها قادرة تماماً على ضبط زمام الأمور. نتطلع بشوق إلى سماع ألبومها الجديد، المقرر إطلاقه أواخر مارس/آذار المقبل.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع