أغاني الحرب في العراق: موسيقى غجريّة وشهرة للمؤدّين

          

الحياة/بغداد – خلود العامري:دبكات راقصة وكلمات تشحذ الهمم وأجساد تتمايل مع الإيقاع الغجري وتهزج بأهازيج شعبية... هكذا تبدو أغاني الحرب التي تملك تاريخاً في العراق، لكنها دخلت مرحلة جديدة خلال الحرب على «داعش».

صناعة أغنية الحرب ليست جديدة في بلاد الرافدين، بل هي عميقة عمق المشكلات والحروب التي مرت بها البلاد منذ منتصف خمسينات القرن الماضي حتى اليوم، والمتغير الوحيد في الأمر هو الكلمات. ومع تسلّم حزب البعث السلطة وإطاحة النظام الملكي في البلاد، ظهرت عشرات الأغاني التي تشحذ الهمة وتصف الأعداء وتخاذلهم وتلهم عزيمة الجماهير وتدفعهم الى مساندة الثورات والانقلابات والحروب.

لكن ازدهار أغاني الحرب الحقيقي بدأ في ثمانينات القرن الماضي حين اندلعت الحرب العراقية - الإيرانية، ونالت فرق الإنشاد والفرق الشعبية والريفية حصة لا بأس بها من أغاني الحرب، وكان بعضها تؤديه في شكل جماعي مجموعة من الفرق والفنانين البارزين الذين يقفون في الصف الأول، ويرددون الكلمات بحماسة في شكل يشبه الى حد كبير الأوبريتات الغنائية الملحمية.

وكانت الأغاني في ذلك الوقت تلهم عزيمة الناس، وتقلب الإخفاقات العسكرية في مناطق معينة الى انتصارات محققة، وتحاول حشد الناس وراء قادتها وجيشها وتدفعه الى عدم التراجع مهما حدث.

وبعد تغيير النظام ودخول العراق مرحلة جديدة من الفوضى والحروب الطائفية الداخلية، ظهرت أغانٍ جديدة تتحدث بلغة مختلفة تنتقد الطائفية وتستخدم كلمات تصف بها مكونات المجتمع ومفردات تدعو الى التآخي ونبذ العنف وتدين الإرهاب وتصفه بالجبن مثل «سنة وشيعة كلنا إخوة» و «شنو ذنب المسيحي» وغيرهما.

وشكّل دخول تنظيم «داعش» العراق واحتلاله مدناً وأجزاء من كركوك وديالى، مرحلة جديدة ومختلفة في مسيرة أغاني الحرب في العراق، بل إن تلك الأغاني اشتهرت في شكل كبير وباتت موجهة الى الجيش العراقي لرفع همته في التصدي لـ «داعش» بعد انسحابه من الموصل، وأشهرها «يا ستار دخلنا يا عراق إنذار» التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي حيدر الأسير ولحّنها عبدالله الهميم وأداها المطرب الشاب أحمد جواد. هي واحدة من الأغاني التي تتمتع بشعبية كبيرة بين العراقيين كباراً وصغاراً، على رغم أن الصور المستخدمة في الكليب الخاص بالأغنية كلها مأخوذة من استعراضات عسكرية للجيش.

أغانٍ أخرى مثل «طقت واللي ماطقت» التي أداها صلاح البحر و «بالدم نفديها» لحسام الماجد و «داعش تخويفه»، أخذت حصتها من الشهرة، كما أن الإقبال على تأدية الأغاني الوطنية بات سمة عامة بين الفنانين الشباب الذين أرادوا إضافة شيء جديد الى مسيرتهم الفتية والحصول على شهرة سريعة بين الجمهور لم توفرها لهم الأغاني العاطفية، وصوّر بعض المطربين أربعاً أو خمس أغان دفعة واحدة في شهور قليلة من أغاني الحرب.

كثير من أغاني الحروب استخدم النساء في الفيديو كليبات لدى تصويرها، وأخرى قدّمتها مغنيات وبعضهن أثارت أغنياتهن عن الحروب جدلاً مثل أغنية شمس المصلاوي التي اعتاد العراقيون مشاهدتها في كليبات عاطفية سريعة تحوي مشاهد رقص غجري، لكنها خرجت هي الأخرى بأغنية عن الحرب تحمل عنوان «أنا عراقية» تماشياً مع الموضة السائدة. واللافت، أن الموسيقى الراقصة والألحان الشعبية التي تتسم بها أغاني الحروب دفعت العراقيين الى استخدامها في مناسبات الخطوبة والزفاف والمناسبات السعيدة على رغم ما تحمله من كلمات الموت والانتقام والخوف.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

778 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع