قحطان العطار: حياتي فاضت طوفاناً من الغربة

                   

           {المؤجّل دائما} قضى أكثر من نصف عمره في المنافي

الصباح/بغداد – كوكب السياب:هذا ليس حديثا صحفيا مع قحطان العطار. فطالما يعتذر الفنان «المؤجل دائما» فكرة أن نجري حوارا معه لأسباب تطرق لي عنها، ربما تبدو بالنسبة إليه مقنعة، أما جمهوره فما زال يطالبه بالظهور على الفضائيات أو بقية وسائل الاعلام، والعودة مجددا للغناء لا سيما وقد ظهر مؤخرا في تسجيلات فيديوية ينشرها مقربون منه أثناء جلسات خاصة تجمعهم به، وما زال يمتلك ذلك الصوت الدافئ الحنون، الصوت الممتلئ بالرقة والإحساس.

قحطان العصي على اللقاء بأقرب الناس إليه يهاتفني ويسأل عنّ أوضاعنا في العراق: «أتمنى أن تكونوا بخير في ظل هذه الأوضاع، أما أنا فـ (ماشية)..!».
وبينما أحاول استدراجه لحوار غير مُعدّ
له، لأستخلص منه الإجابة على التساؤل الذي بقي مجهولاً لكثير من
جمهوره: لماذا لا تعود؟، لكن.. يصرّ
قحطان ممتنعاً: «نؤجل، نعتذر، لحين أن نكون في وطننا». أدرك جيداً ان الحديث مع قحطان العطار لا يتم بمقابلة صحفية، إيماناً منه بأن الحوار لابد أن يجري في العراق. ثم إنه يعلل امتناعه قائلا: «ما الجديد؟»، في إشارة منه إلى انقطاعه الذي قارب الـ 30 عاما عن الفن والجمهور، لذا فإنني استقطعت جزءا مما دار بيننا من أحاديث شفوية.

قصيدة
يقول قحطان: «كنت ومازلت وسأبقى قحطانكم، ويحضرني الآن بعضٌ من أبيات لقصيدة نظمتها قبل عشرين عاما وحملتها بقلبي هدية لعاشقيْن، قلت: فالحب عالم أحرار.. والبغض عالم أشرار.. شتان ما بين الضلال والهدى.. وهيهات هيهات لهذين المتناقضين أن يتوحدا.. فكم من عاشق فاقد النطق للحب بالقلب افتدى.. فكان جزاؤه وبأمر الحب أن يشدو فغنى وشدا.. وكم من بغيض ملأ البغض قلبه.. فبات طوال حياته معذبا ومشردا.. ومثلما ذكر الحكيم بقوله منبها ومؤكدا: إذا المرء لم يعشق ولم يدر ما الهوى.. يكن حجرا من يابس الصخر جلمدا».

طوفان من الغربة
ويضيف قحطان الذي دخل قبل بضعة أيام عامه الـ 65، قضى ما يقارب نصفها متنقلا بين بلدان المنافي: «أحبابي ولست بعيدا عنكم.. أاحييكم وأحتاجكم حبا وجمالا في حياتي التي فاضت، بل أصبحت طوفانا من الغربة في المنافي، صدقوني أن محبتي لكم ومحبتكم لي هي رصيدي في الحياة».
وعلى الرغم من انصهاره سايكولوجيا في كوبنهاغن، عاصمة الدنيمارك، غير أن قحطان ما زال متمسكاً بالكثير من طباعه العراقية التي اكتسبها طفلا في «علي الغربي» وشابا يافعا في «كمب الكيلاني»، كما أنه بقي في صراع البحث عن الهدوء الذي لم يجده في وطنه الذي تركه مكرها، مثلما لم يجده في البيئة الأكثر هدوءا، كوبنهاغن، ومازال القلق يراوده حتى أنه يقول: «أحتاج العودَة إلى بلدي.. كي أموت هناك».

قالوا فيه
محمد غازي الأخرس (كاتب): «قد يصل الأمر ببعضنا إلى الشعور بأن مطربنا المفضل ليس مجرد شخص يغني ببراعة، إنما هو «صاحبنا» حقيقة لا مجاز، نعرف أدقُّ تفاصيل روحه، نتلمس طياتها ونحن نسمعه، نميّز انفعالاته ومزاجه، نتحسس أحزانه ونتأوه لها. قحطان العطار نفسه أعظم مثال على هذا».
خلدون جاويد (شاعر): «عشاق قحطان العطار مثل عشاق عبد الحليم حافظ يدمنون عليه، وكلما تعمق الجرح العراقي استـَبدل طرب عبد الحليم بقحطان، ماذا في صوت قحطان من لذعة الروح؟ إنها يقينا لذعة الشجن الجنوبي العراقي».
آسيا كمال (فنانة): «من القلب، تحية لذاكرة الفن العراقي الأصيل، المبدع قحطان العطار، أتمنى لك الشفاء والسلامة، اشتقنا لصوتك».

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع